الأحد، 13 أكتوبر 2013

فضل يوم عرفة وحكم صومة

فضل يوم عرفة وحكم صومه

 

يوم عرفة هو احد ايام الليالى العشر التى اقسم بها الله سبحانه وتعالى فهو اليوم التاسع من ذي الحجّة، وقد أجمع العلماء على أنّ صوم يوم عرفة أفضل الصّيام في الأيّام التسعة، وفُضِّل صيام يوم عرفة، جاء عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ''صيام يوم عرفة أحتسب على الله أنّه يكفِّر السنة الّتي قبله والسنة الّتي بعده''، رواه مسلم. فصومه رِفعَة في الدرجات، وتكثير للحسنات، وتكفير للسيِّئات.

وصوم يوم عرفة مستحبّ لغير الحاج، لما فيه من الأجر العظيم، وهو تكفير سنة قبله وسنة بعده. والمقصود بذلك التّكفير، تكفير الصّغائر دون الكبائر. وتكفير الصّغائر مشروط بترك الكبائر، قال الله تعالى: {إنْ تَجْتَنِبُوا كبائر ما تُنْهَوْنَ عنه نكفّر عنكم سيئاتكم}، النساء، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''الصّلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفّارة لمَا بينها إذا اجتنبت الكبائر''، رواه مسلم. وقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنّه أحد أيّام تسع ذي الحِجّة، الّتي حثّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، على صيامها. فعن هنيدة بن خالد، رضي الله عنه، عن امرأته عن بعض أزواج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت: ''كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يصوم تسع ذي الحجّة ويوم عاشوراء وثلاثة أيّام من كلّ شهر: أوّل اثنين من الشّهر وخميسين''، رواه أبو داود. كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون فضل التسعة ايام من ذى الحجة ، قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، عندما سُئِل عن صيام يوم عرفة: يُكفّر السنة الماضية والسنة القابلة''، رواه مسلم في الصّحيح. وأمّا  الحاج فلا يُسنّ له صيام يوم عرفة، لأنّه يوم عيد لأهل الموقف، وعليه أن يتفرَّغ للعبادة والدعاء، ولا ينشغل فكره وقلبه بالطعام والشّراب وتجهيز ذلك، فيأخُذ منه جُلّ الوقت، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ''نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صوم يوم عرفة بعرفة''، رواه أحمد وابن ماجه.

.
صوم التطوع لمن عليه قضاء :
اختلف الفقهاء رحمهم الله تعالى في حكم التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان .
فذهب الحنفية إلى جواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان من غير كراهة ، لكون القضاء لا يجب على الفور ، قال ابن عابدين : ولو كان الوجوب على الفور لكره ، لأنه يكون تأخيرا للواجب عن وقته الضيق .
وذهب المالكية والشافعية إلى الجواز مع الكراهة ، لنا يلزم من تأخير الواجب ، قال الدسوقى : يكره التطوع بالصوم لمن عليه صوم واجب ، كالمنذور والقضاء والكفارة .سواء كان صوم التطوع الذي قدمه على الصوم الواجب غير مؤكد ، أو كان مؤكداً ، كعاشوراء وتاسع ذي الحجة على الراجح .
وذهب الحنابلة إلى حرمة التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان ، وعدم صحة التطوع حينئذ ولو اتسع الوقت للقضاء ، ولا بد من أن يبدأ بالفرض حتى يقضيه ، وإن كان عليه نذر صامه بعد الفرض أيضا، لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله وسلم قال (( من صام تطوعاً وعليه من رمضان شيء لم يقضه فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه )) [ رواه أحمد ] ،

وقياساً على الحج . في عدم جواز أن يحج عن غيره أو تطوعاً قبل حج الفريضة . [ الموسوعة الفقهية 28 / 100 ] .
سؤال أجابت علية اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء هل يجوز للشخص أن يشرك النية في عمل واحد أو لعمل واحد ، فمثلاً يكون عليه قضاء يوم من شهر رمضان وجاء عليه يوم وقفة عرفة ، فهل يجوز أن ينوي صيام القضاء والنافلة في هذا اليوم وتكون نيته أداء القضاء ونية أخرى للنافلة ؟
الجواب : لا حرج أن يصوم يوم عرفة عن القضاء ويجزئه عن القضاء ولكن لا يحص له مع ذلك فضل صوم عرفة ، لعدم الدليل على ذلك . لكن الأفضل للإنسان أن يقضي ما عليه من الصوم في غير يوم عرفة ، ليجمع بين فضيلتين ، فضيلة القضاء ، وفضيلة صوم يوم عرفة . [ 10/397 – 398 ] .
فأقول : من صام يوم عرفة بقصد التطوع وعليه أيام من رمضان فصيامه صحيح ، والمشروع له ألا يؤخر القضاء لأنه لا يدري ما يعرض له من نوائب الدهر ، فنفس الإنسان بيد الله لا يدري متى يأتيه أجله المحتوم ، فليبادر بالقضاء قبل التطوع ، لأن القضاء حق لله تعالى ، لا تبرأ به ذمة المسلم ، فالأحوط له أن يبادر بالقضاء ثم يتطوع بعد ذلك بما شاء ، قال صلى الله عليه وسلم : ' اقضوا الله فالله أحق بالوفاء ' [ رواه أحمد بسند صحيح ]
وقال عليه الصلاة والسلام : ' فدين الله أحق بالقضاء ' [ رواه مسلم ، انظر مسلم بشرح النووي 7/266 ] .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بالعربي صور علي الفيس بوك


تابعوا برنامج البرنامج علي اليوتيوب ... حصريا مع باسم يوسف


جميع الحقوق محفوظة Houda Fathy ©2010-2013 | جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى ناشريها ، نقل بدون تصريح ممنوع . بالعربي صور| اتفاقية الاستخدام|تصميم : ألوان بلوجر